بسم الله الرحمن الرحيم
ثانوية الإصلاح الإسلامية تحتفل بختام عامها الدراسي الخامس والأربعين
وتخريج دفعة جديدة من مختلف المراحل التعليمية
وتكريم طلابها المتفوقين في الشهادات الرسمية
بعون الله وتوفيقه أقامت ثانوية الإصلاح الإسلامية احتفالًا حاشدًا بمناسبة انتهاء عامها الدراسي الخامس والأربعين وتكريم كوكبة من خريجي صفوف الشهادات الرسمية ومرحلة الروضات وتكريم الخريجة ياسمين الزهر التي حلت في المرتبة الأولى في الشمال والثالثة في لبنان في الشهادة الثانوية العامة فرع علوم الحياة، والطالبة شاهيناز علوان التي حلت رابعة في الشمال وسادسة في لبنان في الشهادة المتوسطة 2022. وذلك عصر يوم الخميس 26 ذو القعدة 1444 هـ الموافق في 15 حزيران 2023.
حضر الاحتفال سماحة مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام ممثلًا بفضيلة الشيخ عبدالرزاق اسلامبولي، ورئيس جمعية الإصلاح الإسلامية المشرف العام على الثانوية الأستاذ الدكتور رأفت الميقاتي، وعضو المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى الشيخ أمير رعد، والنائب اللواء أشرف ريفي ممثلًا بالأستاذ محمد كمال زيادة، والنائب فيصل كرامي ممثلًا بالمحامي عادل الحلو، والنائب الدكتور إيهاب مطر ممثلًا بالدكتور موسى العش، ورئيس بلدية طرابلس المهندس أحمد قمر الدين ممثلًا بالدكتور صفوح يكن، والرئيس السابق للبلدية الدكتور رياض يمق، والمدير العام لوزارة التربية والتعليم العالي الأستاذ عماد الأشقر ممثلًا برئيس المنطقة التربوية في الشمال الأستاذ نقولا الخوري، والدكتور عبدالرحمن معمري ممثلًا الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية في الكويت، وعميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة أنقرة الدكتور يعقوب جيوليك ورئيس قسم اللغة العربية في جامعة بارتن التركية الدكتور محمود قدوم، وعمداء الكليات في جامعة طرابلس وأعضاء مجلس الأمناء في الجامعة، ومدير عام الثانوية الاستاذ محمد خالد الميقاتي، ورئيسة لجنة الأهل في الثانوية المربية زينة عرداتي، وحشد من الفعاليات الأكاديمية والتربوية والاجتماعية وأهالي الطلاب والخريجين والخريجات.
استهل الاحتفال بتلاوة عطرة من القرآن الكريم للأستاذ محمد طالب، وبعد تقديم من عريف الحفل الدكتور عماد غنوم دخلت مواكب الخريجين والخريجات من صفوف الشهادات الرسمية، ثم النشيد الوطني ونشيد الإصلاح، بعد ذلك دخلت مواكب الخريجين من قسم الروضات الذين قدموا فقرات استعراضية وفنية من وحي المناسبة، وألقوا كلمات باللغات الثلاث العربية والفرنسية والإنكليزية باسم زملائهم.
بعد ذلك قدم فريق من أساتذة الثانوية فقرة إنشادية بعنوان “إصلاحيون ونفتخر”. ثم ألقى المدير العام الأستاذ محمد خالد الميقاتي كلمته، فرحب بالأهالي والحاضرين، وتناول مسيرة التعليم في الثانوية في العام الدراسي المنصرم، متوقفًا عند الجهود الجبارة والمميزة التي بذلها معلمو الإصلاح في ظل الانهيار الكبير الذي يشهده لبنان، مسجلًا موقفًا ومطالبًا بإنصاف الطلاب في المدارس الرسمية الذين حرموا من التعليم خلال العائم الفائت وكانوا ضحية القضايا المطلبية، كما عبر عن فخر الثانوية بثقة الأهالي الذين اختاروا ثانوية الإصلاح الإسلامية مدرسة لأبنائهم، وختم كلمته متوجهًا إلى الخريجين بدعوتهم إلى التمسك بأخلاقهم ودينهم والمبادئ السامية التي تربوا عليها في صرح الإصلاح، وأن لا ينجرفوا وراء موجات الفتن وصيحات الفساد التي يمور بها العالم، وآخرها دعم الشذوذ الجنسي والترويج له، وتجريم من لا يقبل به، فضلًا عن تشويه الفطرة السليمة من خلال إطلاق العنان لرغبات الفساد وحرية تغيير خلق الله والاعتراف بجنس ثالث ينافي خلق الله سبحانه وتعالى،
ومما قاله:” نحتفل في ثانوية الإصلاح الإسلامية بنهاية العام الدراسي الخامس والأربعين، ففيه نؤدي شكر الله تعالى أن وفقنا لاختتامه بخير وسلام بعد جهد وعناء وعمل دؤوب، وبعد خضات ومخاضات، وأزمات ونكبات، وعقبات ومدلهمات لا يعلم بها إلا الله، فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
وفيه نظهر بشفافية حصاد أعمالنا ومفاخر إنجازاتنا امتثالاً لأمر ربنا القائل: “وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون”. فأنتم شهداء الله في أرضه، وشهادتكم بالإصلاح تهمنا وتعنينا، وتساعدنا وتقوينا، فألسنة الخلق أقلام الحق.
كما نحتفل اليوم بتخربج دفعة جديدة من خريجي وخريجات الإصلاح لنُثبت للعالم أن الإصلاح وَلود، وأنها نبعٌ دفاق للأجيال المؤمنة والمُتعلمة من حملة مشاعل العلم والمعرفة والإيمان، والفكر والتنوير والغَيرة على دين الإسلام، ولنثبت أن مسيرة الإصلاح مُستمرة، رغم الأوضاع المأساوية غير المستقرة، إذ لا تفسير للغز صمودنا في حمأة هذه البلايا في هذا البلد المنكوب إلا ثقتنا بالله واعتماد عليه في جميع امورنا خاصة في زمن الأزمات والمحن.
وبهذه المناسبة، نغتنمها فرصة لنسجل لله ثم للتاريخ عدة مواقف عاجلة أبرزها:
أولا: إن طلابنا وطالبتنا ومعلميهم وأهاليهم قد درَسوا ودرَّسوا في أصعب الظروف القاسية التي عصفت بلبنان في خضم النكبات المالية والانهيارات الاقتصادية وجنون الدولار وهستيريا غلاء الأسعار وانعدام الكهرباء واحتكار الدواء ورفع الدعم عن الاستشفاء ونفاذ حليب الأطفال وأزمة الرغيف والمحروقات وأزمة إخراجات القيد والطوابع وجوازات السفر، وتفلت السلاح وكثرة القتل وسفك الدماء وتزايد الهجرة ومراكب الموت، فضلا عن الفراغ الرئاسي والكباش السياسي وحالة القرف اليأس والإحباط المحيطة بهم من كل جانب.
لقد درسوا للأسف في ظلال جمهورية الآلام التي تَسحق الأحلام، وتقزِّم العمالقة وتعَملِق الأقزام.
فأن يتعلم الطالب في زمن السراء في ظروف طبيعية فهذا أمر طبيعي، أما أن يتعلم الطالب في زمن البأساء والضراء فهذا من عجائب الدنيا السبع.
فتحية إلى كل بطل مغوار نمرٍ وسبع، إلى كل معلم صامد، وكل طالب مرابط، وإلى كل أبٍ أبَى إلا أن يُعلِّم أولاده رغم الظلم والعدوان والعسف الطغيان،
وإلى كل أم قدّمت راحة أبنائها على راحتها، ومتطلباتهم على متطلباتها وأفنت شبابها وعمرها من أجل تربيتهم وتعليمهم.
ثانيا: في الوقت الذي نفرح فيه بتخرجكم، نحزن على زملائكم من طلاب المدارس الرسمية من أبناء مدينتنا الذي قضوا جلّ عامهم الدراسي في البيوت بسبب كثرة الإضرابات التي فاقت حدها الطبيعي مما أدخلها في موسوعة غينس للارقام القياسية، حيث وقعوا ضحية القضايا المطلبية لأساتذتهم في التعليم ما يُنذر بخطورة على المستوى العلمي والأكاديمي لمن يرفّعون من خلال امتحانات شكلية ومقتضبة وتمريرات اضطرارية واستثنائية دون حصولها على كفاياتهم التربوية، ما يؤذن بضرورة دق ناقوس الخطر وضرورة إعلان حالة الطوارئ التربوية لإنقاذ وإسعاف الضحايا والمتضررين جراء هذا الزلزال التربوي العنيف.
ثالثا: إن دخول الاقتصاد اللبناني مرحلة الدولرة الشاملة في جميع القطاعات والسلع يفرض بحكم الضرورة والامر الواقع حتميَّة دولرة القطاع التربوي الخاص لضمان استمراريته في أداء رسالته، وتمكيناً للمعلمين وصانعي وبناة الأجيال المؤمنة والمتعلمة من توفير الحد الأدنى من مقومات صمودهم وكفاف عيشهم.
كما يُحتِّم على لجنة التربية النيابية العمل على الخروج من الجمود التشريعي الخاص بالمادة ٥١٥ المتعلقة بالموازنات المدرسية التي ما عادت تتناسب مع المتغيرات والمستجدات الطارئة لا من قرب ولا من بعيد.
ثم توجه بعدها بجملة وصايا تربوية للخريجين والخريجات.
ثم تم عرض فيلم وئائقي عن مسار التعليم في ثانوية الإصلاح الإسلامية خلال العام الدراسي الخامس والأربعين تحت عنوان “خمسة وأربعون عامًا وتستمر مسيرة العطاء والله يرعانا”.
ثم ألقى الطلاب براءة كحيل وسارة المحمد وجاد الميقاتي كلمة الخريجين باللغة العربية، والطالب محمد الداية باللغة الفرنسيةن والطالبة نورهان قنطار باللغة الإنكليزية، فتوجهوا بالشكر والتقدير إلى ثانويتهم إدارة ومعلمين على الجهود التي بذلوها في سبيل التربية والتعليم، في ظل الأوضاع الراهنة، كما عبروا عن شكرهم وعرفانهم لذويهم وآبائهم الذين أحسنوا اختيار ثانوية الإصلاح الإسلامية مدرسة لهم ومحضًا تربوية آمنًا يضمهم. كما استذكروا الأيام التي قضوها مع زملائهم على مقاعد الدراسة ينهلون من معين العلم، ويتسحلون بالقيم والمبادئ، ودعوهم إلى أن يكونوا أجيالًا تغيير للواقع الذي تعيشه الامة لا مجرد أرقام وعالة على الغير،كما عبروا عن شكرهم لجهود سماحة الشيخ الشيخ الباني المؤسس محمد رشيد الميقاتي رحمه الله تعالى الذي بنى صرحًا تربويًا راقيًا وعريقًا للتربية والتعليم، وعاهدوه على المضي قدمًا وفق النهج الرباني الرشيد الذي خطه لصرح الإصلاح: ومما قالوه: لقد وصَلنا إلى نهايةِ المطافِ في ثانويتنا الزَّاهرة، في رحلةٍ كان وقودُها الكثير من الجهود التي بذلناها، وغصّات ذقناها، وساعاتٍ طويلةٍ أمضيناها ونحن نسعى للوصول إلى قِممِ العلم والمعرفة.
لقد أمضَينا تلك الطريق الطويلة ونحنُ مؤمنونَ بالله، مُتيقنونَ بتوفيق الله، واثقونَ بمعيَّةِ الله، فاللهُ معنا مهما اشتدت علينا المحن، واستعصت علينا الأيام.
فبالأمس، كنَّا في براعم ثانويتنا، نُهجّي الأحرفَ والكلمات، التي بالكادِ أصَبناها آنذاك.
واليوم، نودِّع القاعاتِ الصفية التي ألِفناها، وشهدت نموَّنا ونحن ننظر بشغف وأمل إلى المستقبل الواعد الذي ينتظرنا.
والآن الآن، نتخرَّج منها بعد أن سُقينا بالعلمِ والمعرفةِ والإيمان، وتغذَّينا من مَعين الإسلام، فكنا دوماً نتلقَّى أرقى الدروسِ العلميةِ والأخلاقيةِ والدينيةَ، التي ستظلُ بإذن الله تعالى زاداً لنا على امتدادِ حياتِنا نخطوبها، نواجهُ صعوباتِ الحياةِ وتقلباتِها، بعزمِ المؤمن، وثباتِ المسلم.
زملائي زميلاتي، إنَّ مجتمعَنا ووطننَا وأمتنَا بأمَسِّ الحاجة إلى عقولِنا وكفاءاتِنا وإبداعاتِنا وسواعِدِنا، لنَنهضَ بها ونضيءَ الشموعَ فيها بدلاً من لَعنِ الظلام، ونصنعَ بارقةَ الأمل، بدلاً من الركون إلى اليأسِ والاستسلام.
نحن خريجوالإصلاح، لن يهنَأ لنا عيشٌ إلاَّ بوضعِ بصماتِنا بإذن الله في هذا العالم، صلاحاً وإصلاحاً، لنكون سوياً سدَّاً منيعاً في وجه كل المشاريعِ التخريبيةِ التي تهدفُ إلى إفسادنا، والإمعانِ في تَخَلُفِنَا ورجعيتنا.
نحن بكل فخرٍ واعتزاز، خريجوالإصلاح، مُصمِّمون بإذن الله أن نكون على مستوى التحدّي، لنهضةٍ حضاريةٍ مُشرقةٍ نكون فيها رافعةً لهذه الأمة، لا مُجرَّدَ حملةِ شهادات، ولا مجردَ مجموعةِ أصفارٍ تكون لا سمح الله عالةً على هذه الأمة.
فارتقبونا يا أهالينا الكرام، لنكونَ عند حُسنِ ظنكم بنا: بناةً ومعمِّرين، أطباءَ ومهندسين، دعاةً ومحامين، مخترعين ومكتشفين، مُغيّرين ومجدّدين، نبتغي في حياتِنا مرضاةَ ربِنا، وبرَّ آبائِنا وأمهاتِنا والله يحفظنا ويرعانا.
ثم ألقى رئيس جمعية الإصلاح الإسلامية الأستاذ الدكتور رأفت الميقاتي كلمته، متناولًا الأخطار المحدقة بالوطن والامة في ظل الضغوط الدولية والأممية لتشريع المشذوذ الجنسي والقوانين التي تهد الأسرة المسيحية والإسلامية، داعيًا إلى التصدي لهذه الموجات التي تنقض على بلدنا وأبنائنا، معتبرًا ان هذا الأمر يشكل حربًا على دين الله وعلى الفطرة السليمة، مؤكدًا أن التساهل في التعاطي مع هذا الأمر ينذر بالويل والخراب، داعيًا متخرجي الثانوية إلى أن يكونوا سدًا منيعًا في وجه محاولات هدم المجتمع وتشريع الفساد الأخلاقي والحرية الجنسية وكل أشكال الشذوذ والانحراف، سائرين في ذلك على خطى أنبياء الله سبحانه موسى وعيس ومحمد عليهم صلوات الله تعالى ورضوانه، الذين حملوا الخير والفضيلة للخلائق كلهم.
ومما قاله:الإصلاح وجب في عصر الفساد التشريعي الذي يريدون من خلاله محو الأسرة المسيحية والأسرة المسلمة في لبنان والعالم كله، في عصر التحول الرقمي يريدون ممارسة التحول الجنسي والأخلاقي، إياكم يا متخرجي الإصلاح أن تنزلقوا في مستنقع فتنتهم، وفي مستنقع أكاذيبهم، تارة باسم حقوق المرأة وتارة باسم حقوق الطفل، وتارة باسم قوس قزح، إياكم يا خريجي الإصلاح أن تنزلقوا مع المؤسسات الدولية وجمعيات الـ NGO المكلفة دوليًا بهدم القيم على مساحات لبنان بكل محافظاته المسيحية والإسلامية. نحن نشهد حربًا عالمية على إنسانية الإنسان، لنشر دين جديد هو العولمة، نقول إلى أولئك عودوا إلى إنسانيتكم، فالتوراة يدينكم، والإنجيل يدينكم، والقرآن الكريم يدينكم، نقول لخريجنا إياكم أن تفتنوا عن دينكم.
وختم كلمته بشكر جميع الحاضرين وجميع معلمي الإصلاح ومديرها العام.
بعد ذلك جرى تسليم دروع التكريم للطالبتين ياسمين الزهر الأولى في الشمال والثالثة في لبنان في الشهادة الثانوية العامة فرع علوم الحياة، والطالبة شاهيناز علوان التي حلت رابعة في الشمال وسادسة في لبنان في الشهادة المتوسطة 2022.
وأخيرًا جرى توزيع الشهادات على الخريجين والخريجات من مختلف المراحل والتقاط الصور التذكارية.