ثانوية الإصلاح الإسلامية تقيم احتفالاً تكريمياً لكوادرها الإدارية والتعليمية بمناسبة يوم الوفاء للمعلم
🚩 بمناسبة يوم الوفاء للمعلم، أقامت إدارة ثانوية الإصلاح الإسلامية غداءً تكريمياً وحفلاً سنوياً لكوادرها الإدارية والتعليمية، وذلك بعد ظهر يوم السبت بتاريخ ١٩ شعبان ١٤٤٤ للهجرة الموافق له ١١ آذار ٢٠٢٣م.
🟢 حضر الاحتفال: نائب رئيس جمعية الإصلاح الإسلامية الأستاذ الدكتور فواز العمر، ومدير عام ثانوية الإصلاح الإسلامية الأستاذ محمد خالد ميقاتي، وعميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة طرابلس فضيلة الدكتور عبد الجواد حمام، وعميد كلية التربية الدكتور أحمد العلمي، وعميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية الدكتور عمر عثمان، وأعضاء اللجنة التربوية المشرفة على الثانوية، ورئيسة لجنة الأهل في الثانوية السيدة زينة عرداتي ونائبها رجل الأعمال السيد سامر العش، والمشرفات التربويات ورؤساء الأقسام وأفراد الهيئتين الإدارية والتعليمية في الفرعين الفرنسي والإنكليزي.
🔸بعد تلاوة خاشعة من القرآن الكريم للأستاذ محمد طالب،
🔸قدم عريف الاحتفال الدكتور عماد غنوم الخطباء بكلمات معبرة من وحي المناسبة.
🔸ثم ألقت المربية السيدة فدى غنوم كلمة المكرمين، تحدتث فيها عن رسالة المعلمين لا سيما في ظل هذه الظروف العصيبة والاستثنائية التي يشهدها القطاع التربوي في لبنان نتيجة الأزمة الاقتصادية،
واستذكرت جهود سماحة الشيخ المؤسس محمد رشيد الميقاتي رحمه الله تعالى، وشكرت الإدارة على جهودها في سبيل استمرار رسالة التعليم في ظل هذه الأزمة الخانقة.
ومما جاء في كلمتها: “نلتقي اليوم كما عادتنا في كل عام في مناسبة تخص حاملي أسمى الرسائل، المقتدين برسول الله صلى الله عليه وسلم.
” إنه يوم الوفاء للمعلم” عبارة عظيمة أطلقها على هذا اليوم شيخ رشيد له الفضل بعد الله تعالى في بناء هذا الصرح الذي يجمعنا ويوحدنا كأسرة مترابطة متكاملة والذي تصادف ذكرى وفاته الثالثة في هذا الشهر المُعظم حيث نفتقد حضوره بيننا في مثل هذا المناسبة”.
ثم تحدثث عن الجهود الأكاديمية المميزة في الثانوية قائلة: “زملائي وزميلاتي، إنها أيام ثقال، لكنها ستمضي بإيماننا ويقيننا بخالقنا الذي وعدنا بأن مع العسر يسرًا، ستمضي لأن كل مر سيمر ولأن لكل شدّة مدّة.
أما في الشق الأكاديمي، فنحن كالهرم المحكم البناء بحول الله وقوته، هرم يقوم على دعائم قوية وثابتة ، متشابكة ومتّصلة، فمن إدارة حكيمة فتية وذكية تطمح لأن تكون ثانويتنا في الطليعة ليس على مستوى المؤسسات الشقيقة فقط وإنما على مستوى الوطن، إلى فريق تعليمي وإشراف تربوي يأبى إلا أن يكون في الطليعة، تدل على ذلك النتائج الباهرة التي تُسجّلُ كل عام، إلى فريق إداري كامل ومتناسق ومتعاون يذلل العقبات ويتخطى الصعاب”.
وختمت كلمتها بشكر جميع من أسهم في وصول الثانوية إلى هذه المرحلة المميزة من إداريين ومعلمين وعاملين في صرح الإصلاح، رافعة باسم المُكرمين جملة من المطالب والتَمنيات للإدارة ورئاسة مجلس الإدارة.
🔸 الكلمة الختامية ألقاها مدير عام ثانوية الإصلاح الإسلامية الأستاذ محمد خالد ميقاتي الذي رحَّب بالحضور (جمعية وثانوية وجامعة) حيث التأم شَملُهم في احتفال تكريمي واحد، خاصة أن الجميع يعملون في إطار صرح تربوي وجامعي واحد، ويسعون نحو هدف واحد، وينتهجون نهجَ الإصلاح تحت شعار: ” الله غايتنا والإصلاح طريقنا”.
بعد ذلك، استذكرَ في يوم الوفاء سماحةَ الشيخ الرئيس المؤسس، العالم الرباني المجاهد والمُجدِّد محمد رشيد الميقاتي رحمه الله وأعلى مقامه الذي عشق الإصلاح رسالة وفكراً ومنهج حياة وجعله نبراساً وديدناً في حياته.
ومما قاله: “لقد أَحيى الله به قلوباً ميتة وأروى به نفوساً عطشى للعلم والمعرفة والدين ونصرة شريعة الله الغراء.
لم يكن فقيد عائلة أو مؤسسة بعينها، وإنما كان فقيد طرابلس ولبنان والعالم الإسلامي نظراً لما قدَّمه وأنجزه وتركه خلفه من مفاخر الأعمال الصالحة التي تجلَّت صروحاً ومؤسسات، ومدارس وجامعة وكليات، وخريجين وخريجات، ودعاةً وداعيات إلى الله على بصيرة.
ونحن وإياكم ثمرة من ثماره، وامتداد طبيعي لغراسه الطيبة، فقد خبِرنا نهجه وتشرَّبنا فكره وشهدنا أنه كان عالماً عاملاً، ومُصلحا ومُجدِّدا، وناصحاً ومُرشداً، وقدوة صالحة نافعة ومُلهِمةً لكل من صحبه وعمل معه واسترشد بتجاربه العريقة والعميقة في أصعب الظروف وأحلكها”.
ثم توجّه إلى المكرمين بالقول:
” نُقيم هذا الحفل الأخوي الجامع لتكريم من يستحق التكريم تنويهاً بجهودكم وتضحياتكم وعطاءاتكم، كيف لا وأنتم الذين تعلمون في زمن الأزمات والشدائد والنَكبات والمحن الكبيرة والكثيرة والثقيلة والساخنة والصادمة والمُتدحرٍجة والمتساعة وصولاً إلى الارتطام الكبير الذي بُشِّرنا به بعد أن وصلت نسبة التضخم في لبنان إلى ستمئة في المائة !!
واجب علينا أن نشكر من لم يستسلم في ميدان التربية والتعليم، وحولته الأقدار إلى معلم فدائي مغوار يُقدّم مصلحة الغير على مصلحته، ويُفضل طلابه على أبنائه، ويؤثِر إيصال الرسالة على حساب حياته المريرة التي أوصلته إليه هذه الحُثالة، الذين أفسدوا في الأرض وقامروا بعرق جبين المواطنين وأوصلونا في هذا الوطن إلى الدرك الأسفل” !!
ثم تحدث عن شريحتين من العاملين في ميدان التربية والتعليم: ” شريحة زهدت بهذه المهنة والرسالة النبيلة وعَزَفت عن مواصلة مسيرتها التعليمية، فقعدت وأضربت أو هاجرت أو تحوَّلت إلى مهنة أخرى طمَعاً في تحسين أوضاعهم المعيشية،
وشريحة أخرى من المعلمين الصامدين والثابتين والمرابطين الذين ثَبتوا على ثغورهم وما تزَحزحوا ولا تزعزعوا ولم يلتفتوا إلى الوراء، بل توكلوا على الله وفوضوا أمورهم إليه، وحملوا مشاعل النور والعلم والمعرفة للأجيال التي يُراد لها أن تبقى أسيرة الجهل والرجعية، والتخلُّف والتَبعيَّة.
هذا الصنف من المعلمين المؤمنين صدقت فيهم هذه المعادلة: منسوب التوكل واليقين في قلوبهم أعلى بكثير من منسوب المال الذي في جيوبهم، فهم مطمئنون بما في يد الله أكثر من طمأنينتهم بما هو في أيديهم، متوجهاً إليهم بالقول:
” مهما ضاقت بكم الحياة وتعثرت بكم السبل، فسعادتكم ليست بمقدار ما تملكون بل بمقدار قربكم من الله تعالى الذي به تطمئن القلوب، وبه تنكشف الكروب”.
وختم كلمته متوجاً إلى المربيات في أعقاب يوم المرأة العالمي:
” ندرك تماماً أنكن ما خرجتن من بيوتكن إلا للتربية والتعليم أو العمل والتكسب أو لكليهما معاً، فحملتُن أعباء الخارج وأثقال الداخل.
ونعلم أنكن كاتفتُن أزواجكن في تحمل الأعباء والمصاريف المعيشية، وساهمتن من خلال مؤسساتكن التي تعمَلنَ فيها في صناعة أجيال مؤمنة، فأنتن بحق المجاهدات المناضلات اللواتي لا تُنسى جهودكن عند الله، ولن ننسى أفضالكن ما حيينا، وستجازَينَ بالإحسان إحسانا.
أما أنتم أيها المربون، فقد هاجت في وجوهكم أمواج بحار الهموم والغموم وماجت واستطالت أمواجها خاصة في السنوات الثلاث الأخيرة وكادَت أن تغرقكم.
ولولا لطف الله بنا وبكم لأغرقتنا وأغرقتكم،
*لكن أمواج البلاء تتكسر على صخور إيمانكم وصلابة يقينكم بفرج ربكم.
فالثبات الثبات على هذا الدرب الشائك.. ولا تستعجلوا، فإنما النصر صبر ساعة، وإن مع العسر يسراً.
ومن جهتنا، فإننا لن نألوَ جهداً في دعمكم ومؤازرتكم ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً لمواصلة هذه المسيرة المباركة كما يُحب الله ويرضى”.
وفي الختام، تم تقطيع قوالب الحلوى، والتقاط صورة جماعية تذكارية للمُكرمين، وتوزيع مكافآت مالية عليهم لهذه المناسبة السعيدة، بالإضافة إلى إهدائهم كتاباً قيّماً صادراً عن المؤتمر الأول للعلماء المصلحين الذي نظمته جامعة طرابلس بعنوان: ” مسيرة الإصلاح والتَجديد في حياة سماحة الشيخ المُجدِّد محمد رشيد الميقاتي” رحمه الله وأعلى مقامه.