بعون الله وتوفيقه،
جرى تنظيم عدد من الأنشطة في ثانوية الإصلاح الإسلامية في ذكرى الاستقلال التاسعة والسبعين،
كما أقيمت محاضرة تربوية تفاعلية لطلاب المرحلتين المتوسطة والثانوية وذلك يوم السبت بتاريخ 21/11/2022.
استهلت المحاضرة بتلاوة عطرة من القرآن الكريم للأستاذ علاء مرعي، تلاها موسيقى النشيد الوطني ونشيد الإصلاح ونشيد موطني،
وبعد تقديم من عريف الاحتفال الدكتور عماد غنوم، تمّ عرض نتاجات مرئية ثقافية وتراثية من إعداد طالبات الثانوية تم إنتاجها خصيصاً لهذه المناسبة الوطنية.
🔴 ثم ألقى المدير العام للثانوية الأستاذ محمد خالد الميقاتي تحدَّث فيها عن الحملات والحروب الصليبية الغاشمة التي بدأت بتاريخ 27 نوفمبر/تشرين الثاني 1095 وذلك إثر خطبةِ ألقاها البابا أوربان الثاني في حشود المُجتمعين بمؤتمر ديني في حقول مدينة كليرمونت الفرنسية، وكيف استمرت جرائمها بحق الإنسانية مُذكراً بخطرها الداهم على المشرق العربي والإسلامي، حيث جاء الاحتلال الفرنسي لبلادنا في سياقٍ مُتصل،
وحلقةً في مسلسل الجرائم البشعة التي لا تُنسى من تاريخهم الأسود،
مُستذكراً مؤامرة الحلفاء الماكرة على الخلافة العثمانية والعالم العربي والإسلامي وما تلاها من تَرسيم وَتقسيم إثر اتفاقية سايكس بيكو في 1916 وما لهذه المعاهدة السرية بين فرنسا والمملكة المتحدة بمصادقة من الإمبراطورية الروسية وإيطاليا من تداعيات على اقتسام منطقة الهلال الخصيب بين فرنسا وبريطانيا،
مُستحضراً نبذة من التَضحيات الجِسام التي بذلها المسلمون والمسيحيون في لبنان في سبيل تحقيق الاستقلال ودَحر الاحتلال.
كما أكد على أن الوطنية والدفاع عن الدين والأرض والعِرض والذَّود عن المقدسات عبر مُقارعة العدو الغاشم والوقوف في وجهه سدّاً منيعاً هي من صميم ديننا وشرعنا الإسلامي الحنيف،
فمن مات دون أرضه وماله وعرضه فهو شهيد.
ومما قاله: « لو قعد أجدادنا في طرابلس وبقية المناطق اللبنانية مكتوفي الأيدي متخاذلين عن نصرة الحق والوقوف في وجه المُحتَل لما تحقق الاستقلال، ولَبَقينا حتى اليوم نَرتع تحت نير الاستعمار الفرنسي »،
مُتوقفاً عند جرائم الاحتلال الفرنسي في الدول العربية والإسلامية بما فيها لبنان ومجزرة الدبابات في ساحة التل في طرابلس، حين داست جنازير الدبابات أجساد الأبرياء العُزَّل المطالبين بالحرية، مرورًا بجرائم الاستعمار الفرنسي في مالي وتونس والجزائر والمغرب وروندا وتشاد وغينيا والتي تشيب من هولها الولدان وتُظهر الوجه الحقيقي لفرنسا وأطماعها التي حَفِل تاريخُها الأسود بالمجازر وسفك الدماء بحق الشعوب المسلمة المُستضعفة وبحق العلماء والحُكماء والفقهاء وقادة الرأي والمُنادين بحرية الشعوب وحقها في تقرير المصير.
كما توقَّف عند الأوضاع الراهنة التي يعيشها وطننا المُعذَّب وأبناؤه، وكيف أن المحافظة على الاستقلال أهم بكثير من الحصول عليه، وأننا لم نحافظ على الاستقلال الناجز وخضعنا في لبنان لنفوذ السفراء ولسفارات دول الوصاية حتى وصل الوضع المأساوي إلى ما هو عليه اليوم من بؤس يعيشه اللبنانيون، حيث باتوا يفتقرون إلى الحَدّ الأدنى من مقومات العيش الكريم بسبب الانفلات الجنوني للدولار والغلاء الفاحش في الأسعار دون حماية المواطن والمستهلك بل مزيداً من الإمعان في استباحته.
وختم كلمته بالتحذير من أدعياء الوطنية، فالوطنية ليست تشدُّقاً باللسان أو رفعاً ورفرفةً لعلم لبنان، إنما الوطنية بذل وعطاء وتضحية بعيداً عن العمالة والخيانة والاستزلام!!
داعياً الشباب إلى الثبات والدفاع عن الوطن والتمسك بأرضه وجذوره، وعدم الاكتفاء بالوقوف على الأطلال بَل بصناعة الأمجاد،
فالوطن بأمس الحاجة إلى سواعد أبنائه الأقوياء والمتعلمين والمُخلصين الذين يُرابطون في الزمن الصعب ليكونوا حُرّاساً وحماةً له لا مُستسلمين ولا مُستزلِمين.
ولو استمرت هجرة الأدمغة والكفاءات من لبنان على وتيرتها الحالية المُتزايدة والمُتسارعة غير المسبوقة،
فلن يبقى أحدٌ في لبنان ولن تقوم له قائمة، وسيبقى مَرتعاً خصباً للفاسدين يسرحون فيه ويمرحون دون حسيب أو رقيب !!
مُختتماً بقوله: » ألا لا سامح الله من باعوا ضمائرهم وأوطانهم بثمنٍ بخس، فأولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ».
هذا وقد تخلل المحاضرة التفاعلية عرض لفيديوهات ومقاطع مصورة من وحي المناسبة.