ثانوية الإصلاح الإسلامية تحتفل بختام عامها الدراسي السادس والأربعين
وتخريج دفعة جديدة من مختلف المراحل التعليمية
وتكريم طلابها المتفوقين في الشهادات الرسمية
بعون الله وتوفيقه، أقامت ثانوية الإصلاح الإسلامية احتفالًا حاشدًا بمناسبة انتهاء عامها الدراسي السادس والأربعين وتكريم كوكبة من خريجي صفوف الشهادات الرسمية ومرحلة الروضات وتكريم الخريجتين سارة المحمد التي حلت في المرتبة الثانية في الشمال والثالثة في لبنان في الشهادة الثانوية فرع علوم الحياة، والطالبة سارة برغشون التي حلت رابعة في الشمال في الشهادة الثانوية فرع العلوم العامة 2023. وذلك عصر يوم السبت 17 ذو القعدة 1445 هـ الموافق في 25 أيار 2024.
حضر الاحتفال سماحة مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام ممثلًا بفضيلة الشيخ أمير رعد، ورئيس جمعية الإصلاح الإسلامية المشرف العام على الثانوية الأستاذ الدكتور رأفت محمد رشيد الميقاتي، وعضو المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى الدكتور منذر حمزة، والنائب اللواء أشرف ريفي، والنائب الدكتور إيهاب مطر، والنائب فيصل كرامي ممثلًا بالأستاذ ماهر شعراني، ورئيس بلدية طرابلس الدكتور رياض يمق، ورئيس جامعة طرابلس الأسبق الأستاذ الدكتور عبدالسلام غيث، وعمداء الكليات في جامعة طرابلس وأعضاء مجلس الأمناء في الجامعة، ومدير عام الثانوية الأستاذ محمد خالد الميقاتي، ورئيسة لجنة الأهل في الثانوية المربية زينة عرداتي، ورئيس الرابطة الثقافية الأستاذ رامز فري وحشد من الفعاليات الأكاديمية والتربوية والاجتماعية وأهالي الطلاب والخريجين والخريجات.
استهل الاحتفال بتلاوة عطرة من القرآن الكريم للأستاذ علاء مرعي، وبعد تقديم من عريف الحفل الدكتور عماد غنوم دخلت مواكب الخريجين والخريجات من صفوف الشهادات الرسمية وقسم الروضات ، ثم النشيد الوطني ونشيد الإصلاح.
بعد ذلك قدَّم المنشد الأستاذ سامر مرعي أنشودة بعنوان: « ما الفخر إلا لأهل العلم ».
ثم جرى عرض فقرات استعراضية وفنية لطلاب قسم الروضات من وحي المناسبة.
بعدها، قدّم فريق من أساتذة الثانوية فقرة إنشادية بعنوان « إصلاحيون ونفتخر » و »نفديك يا غزة ».
ثم ألقى المدير العام الأستاذ محمد خالد الميقاتي كلمته التي استهلها بتلاوة سورة الفاتحة وإهداء ثواب قراءتها إلى سماحة الرئيس المؤسس العارف بالله والعالم الرباني المجاهد والمُجدِّد المحامي الشيخ محمد رشيد الميقاتي رحمه الله وأعلى مقامه وإلى ارواح شهداء غزة العزة.
ومما قاله:
– « الحمد لله رب العالمين » أجمل وأعظم عبارة تقال في عرس التَخرُّج بعد أن بلَّغ الله أبناءنا الخريجين وأهاليهم مقاصدهم وأوصلهم إلى ما وصلوا إليه اليوم،
فهو سبحانه صاحب الفضل الأول الذي يَسَّر البدايات وأكمل النهايات وحقَّق الغايات، ويبقى شعارنا دوماً « الله غايتنا والإصلاح طريقنا »و « اللهم انت مقصودنا ورضاك مطلوبنا ».
– السباق سباقان: سباق إلى الدنيا وسباق إلى الآخرة..
سباقٌ إلى الشيطان الرجيم وسباق إلى الرحمن الرحيم
– والسِّباق إلى العِلم والتَعلُّم والتعليم ضَربٌ من ضُروب السباق إلى الله تعالى إذا كان خالصاً لله وابتغاءَ مرضاته، ورغبة في معرفته سبحانه من خلال التَعمُّق في علوم الدنيا والدين، فمن فعل ذلك من الآباء والأمهات والمعلمين والمعلمات والطلاب والطالبات فقد ربح السِّباق وفاز وربِّ الكعبة.
نُجلّي لجمهور الإصلاح هذا المفهوم الإيماني في زمن البُعد عن الله وتضييع البوصلة من خريجي المدارس والثانوية والمهنيات والجامعات، حيث غاب عنهم استحضار النوايا الصافية لإرضاء الله وإعمار أرضه والتمكين لدينه.
فالله هو السَّند الوحيد في العالم الذي لن يخذلكم وإن خذلكم العالم بأسره،
فسابقوا إليه وتوكلوا دوماً عليه.
– سَعَت الثانوية بمشرفها العام ولجنتها التربوية وإدارتها وجميع كوادرها الإدارية والتعليمية سعياً حثيثاً لإنجاح المسيرة التربوية للعام الدراسي السادس والأربعين في أجواء علمية وتربوية وإيمانية آمنة لا تشبه البتة الأجواء المتفلتة التي يتخبط بها مجتمعنا في زمن الإباحية والفتن والسقوط الاخلاقي والقيميّ المدوّي.
– لو أردنا توصيف الواقع المرير الذي نعيش فيه والتحديات المحيطة بنا وبأجيالنا الصاعدة، لقُلنا إننا في عصر « الاستباحة » بكل ما للكلمة من معنى.
– هدفنا في الإصلاح زرع بذور الخير في عقول ونفوس وقلوب طلابنا وطالباتنا وتحصينهم وحمايتهم من مكر الأشرار وكيد الفجار في زمن الفساد الأخلاقي المُدمِّر:
– فمن عصابات ترويج المخدرات في المدارس والجامعات، إلى عصابة القتل في عصر الفلتان الأمني وظاهرة فوضى السلاح العبثي استباحةً لأحيائنا، إلى القتل بدم بارد في زمن لا يدري فيه القاتل فيما قتل ولا المقتول فيما قُتِل!!! إلى شبكات الدعارة والشذوذ والإكراه على الاغتصاب وتعاطي المخدرات تحت وطأة الابتزاز من خلال استدراج الأطفال عبر تطبيق الTilTok استاحة للطفولة البريئة، إلى جمعيات نسوية تعمل بأجندات خارجية وإملاءات أمميَّة لتدمير الأسرة وتفتيتها، إلى تيارات تعمل على ترويج الإلحاد والعلمنة، فضلاً عن محاربة الدين.
– كل ذلك يدعونا إلى أن نهتم بالتربية أكثر ونعتني بأبنائنا بشكل أكبر، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته وإن الله سائل كل راعٍ عما استرعاه، حفظ أم ضَيَّع؟
– حرصت الإصلاح على صناعة النُخَب المتعلمة والمؤمنة للمنافسة على الصدارة والمواقع الأولى في الامتحانات الرسمية ليس على صعيد طرابلس والشمال بل على صعيد مدارس لبنان، لنعكس صورة مشرقة عن المؤسسات التربوية الأسلامية، ولنثبت للعالم أننا قادرون على إثبات وجودنا وإظهار إمكانياتنا وقدراتنا إن عملنا دوماً بجدية واحترافية وإتقان.
– ستبقى الإصلاح حصناً حصينا وسداً منيعا ودرعاً مشينا ومنارةً من منارات العلم والإيمان في طرابلس ولبنان والعالم لا يضيرها نقد هدَّام ولا بلبلةٌ يُثيرها مُغرضون أو لئام، ومن نسي فليتذكر: للإصلاح ربٌّ يحميها، ورجالٌ تعمُرُها وتَبنيها، وأُسدُ حق بالأرواح تفديها.
– هذا العام كان بحق عام الطوفان بامتياز، وقد علَّمنا الإسلام أن أفراحنا ينبغي أن لا تُنسينا محنة إخواننا المستضعفين في غzة العزة.
– أُُطلق على دفعة خريجينا لهذا العام تسمية: « دفعة طوفان الأقصى »، فقد رفعنا منذ اللحظة الأولى في السابع من أكتوبر الشعار التالي: » ألف تحية من طوفان الإصلاح إلى طوفان الأقصى « ، ولم يقصِّر خريجو الإصلاح ولا طلابها وأهاليهم من التضامن معهم ودعمهم وإسنادهم.
– لقد تربَّعت غزة على عرش الأحداث في العالم، تلك البقعة الجغرافية التي لا يتجاوز حجمها رأس الدبوس، ثروتها ليست نفطاً أو غازاً وإنما رجالٌ رجال لا يَحنُونَ الرؤوس.
– في الظاهر غزة من الsهاينة تُدَاس، وفي الحقيقة غزة على غطرسة الصهايnة تدوس.
– لقد ثنى العلم رُكبتَيه وجلس كالتلميذ يتعلم منها الدروس..دروساً في العزة والكرامة والنخوة والمروءة والشهامة والتضحية والعزيمة والإرادة والكفاح والنضال مهما بلغت الأثمان..دروس ودروس لا تُعد، وإن تعدوها فلن تحصوها.
– لقد دمَّرت إsرائيل المدارس والجامعات والمساجد والكنائس والعمارات والمستشفيات والعالم يتابع حياته بصورة طبيعية وكأن شيئاً لم يكن، فضمير العالم ميت !!
– فعلا إن غزة عفيفة طاهرة، وإن هذا العالم عاهر بحيث تخجل أنذل مومس في العالم أن تكون مثله !!
– ملحمة غزة العزة بحد ذاتها مدرسة، أستاذتنا أبطالها وتلاميذها عشاق نُصرتها وهي منتصرة بإذن الله، فكل البلاد العربية محتلة إلا غزة فهي مُحررة.
– وقد ختم كلمته بوصية للخريجين والخريجات:
لا تنسوا ما تربيتم عليه على مقاعد الإصلاح الإسلامية وفي مسجدها ومسرحها، تمسكوا بالأخلاق والقيم والمُثُل العليا، واثبتوا على الحق في زمن الباطل، ولا تقبلوا أن تكون مطيَّةً لمشاريع تدميرية هدامة، فالقرآن الذي درستموه ليس مادة وإنما روح ورسالة ودستور ومنهج حياة.
– وما درستم التربية في الإصلاح لتنالوا عليها علامة، بل لتكونوا أنتم العلامة..العلامة الفارقة في البيت والمجتمع والأمة.
– لقد قيل : تعلمنا في المدارس أن الرسوب في التربية لا يُسقط أحداً في الامتحان، فلما كبرنا اكتشفنا أن الرسوب في التربية قد أسقط أمة بأكملها..فالتربية تبني وغيابها يَهدِم..
فالثبات الثبات على الحق والهدى في زمن الباطل والتيه والضياع والهوى، فلا تبالوا بكيد العِدى، فلن يضروكم إلا أذى.
ثم ألقى الطلاب بارعة العبدالله وماريا عمر وولي الرحمن صلاح الدين الميقاتي كلمة الخريجين باللغة العربية، والطالبة سميحة اليخني باللغة الفرنسية، والطالبتان منى طالب وميس المراد باللغة الإنكليزية والطالبة سندس برغل باللغة الإيطالية، فتوجهوا بالشكر والتقدير إلى ثانويتهم إدارة ومعلمين على الجهود التي بذلوها في سبيل التربية والتعليم، في ظل الأوضاع الراهنة، كما عبروا عن شكرهم وعرفانهم لذويهم وآبائهم الذين أحسنوا اختيار ثانوية الإصلاح الإسلامية مدرسة لهم ومحضًا تربوية آمنًا يضمهم. كما استذكروا الأيام التي قضوها مع زملائهم على مقاعد الدراسة ينهلون من معين العلم، ويتسحلون بالقيم والمبادئ، ودعوهم إلى أن يكونوا أجيالًا تغير الواقع الذي تعيشه الأمة، كما عبروا عن شكرهم لجهود سماحة الشيخ الشيخ الباني المؤسس محمد رشيد الميقاتي رحمه الله تعالى الذي بنى صرحًا تربويًا راقيًا وعريقًا للتربية والتعليم، وعاهدوه على المضي قدمًا وفق النهج الرباني الرشيد الذي خطه لصرح الإصلاح: ومما قالوه: أيها الحفل الكريم، ها قد وصلنا الى ختام رحلتنا المدرسية، تلك الرحلة التي أمضيناها في ربوع ثانويتنا، في رحلة شابها الكثير من الجهد والتحديات، في طريق وعر قاس عبرناه، في وقت مرير خضنا معاركه مع أنفسنا في سبيل الوصول الى التفوق و الارتقاء.
لقد اجتزنا هذا الطريق بمعية الله المنان، و بهدي من النبي العدنان، وبدعاء صادق من الآباء فكان الله معنا في كل عسر ويسر. إننا اليوم نتخرج من صرحنا هذا بعد أن نشأنا على دين الإسلام، و تربينا على حب الله، و هوينا كتاب القران وألف فؤادنا الإيمان، وملأ فكرنا العلم والكتاب، فكان شعارنا « الله غايتنا والإصلاح طريقنا. » تعلمنا الموازنة بين حب الدين والدنيا، فإذا كان الله معنا فمن يكون علينا، وإذا كان الله علينا فمن يكون معنا.
أيها الخريجون والخريجات، إننا خريجو مدرسة « أجيال تعرف الله »، لقد كانت هذه الكلمات ترافقنا في كتبنا و دفاترنا، فامتحاناتنا ومسابقاتنا، حتى تركت بصمة في قلوبنا.
أيها الخريجون والخريجات، لا تجعلوا مغريات الدنيا في مقدمة حياتكم, فالحياة في الخارج ليست كهنا أبدا، بل إنه عالم تشوبه المغريات والتنازلات والفتن، اجعلوا راية الإسلام هي العليا، وكلمة الذين كفروا هي السفلى، لا تتنازلوا عن مبادئكم ولا قيمكم من أجل دنيا ذليلةـ زائلة، فمن ترك شيئا لله عوضه الله بخير منه ».
ثم ألقى رئيس مجلس إدارة جمعية الإصلاح الإسلامية الأستاذ الدكتور رأفت محمد رشيد الميقاتي كلمته التي تضمنت عددا من الرسائل الهامة في قضايا ساخنة ، متناولًا الأخطار المحدقة بالوطن والامة في ظل الضغوط الدولية والأممية لتشريع الشذوذ الجنسي والقوانين التي تهدم الأسرة المسيحية والإسلامية، داعيًا إلى التصدي لهذه الموجات التي تنقض على بلدنا وأبنائنا، معتبرًا ان هذا الأمر يشكل حربًا على دين الله وعلى الفطرة السليمة، مؤكدًا أن التساهل في التعاطي مع هذا الأمر ينذر بالويل والخراب، داعيًا متخرجي الثانوية إلى أن يكونوا سدًا منيعًا في وجه محاولات هدم المجتمع وتشريع الفساد الأخلاقي والفوضى الجنسية وكل أشكال الشذوذ والانحراف، سائرين في ذلك على خطى أنبياء الله سبحانه موسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام ، والذين حملوا الخير والفضيلة للخلائق كلهم.
ومما قاله: في ظلال العشر الثاني من شهر ذي القعدة الحرام وعلى ضفاف الفجر والليالي العشر والشفع والوتر والليل إذا يسر
وفي يوم التحرير الخامس والعشرين من شهر أيار الذي سبقته في عامنا هذا اجتياحات إسرائيلية جبانة وبالتقسيط في بلد مكشوفة أجواؤه ومقصوفةٍ أرضه ومسروقة ثرواته برا وبحرا .
وفي أواسط المائة الثالثة من الصمود الأسطوري لغزة العزة في وجه حرب الإبادة الإسرائيلية المجرمة المدعومة من الدول المعادية لحقوق الإنسان وفي مطلعها حق الإنسان في الحياة وحق الشعوب في تقرير مصيرها
نحتفل بتخريج طلابنا الأعزاء وطالباتنا العزيزات في ختام العام الدراسي ٤٦ لنقاوم حقا وصدقا بالتربية الربانية التي تبني مجتمعا إنسانيا مؤمنا متماسكا وطاهرا وسعيدا.
وأضاف « نحتفل بذلك عقب يوم واحد من إعلان طرابلس عاصمة للثقافة العربية ، ذاك الحدث الذي حظي وللأسف ورغم ملاحظاتنا عليه بالتغطية الخجولة المقتضبة جدا في زوايا الصحف اللبنانية وفي الصفحات الأخيرة في حين آثرت صحف أخرى طمس الخبر الذي لا يعنيها ربما في ظل فدرالية ثقافية مؤسفة !!
وفي مطلق الأحوال فهذه حصة طرابلس المستضعفة والتي تُمنح دوما وعودا فوق وعود ، وتسبغ عليها ألقاب فوق ألقاب ، وأملنا بالله تعالى أولا ثم بالطيبين ثانيا في إحداث تغيير جذري في أحوالها ..فمنذ قرن كانت المرشحة الجدية لتكون عاصمة سياسية .. ثم أعلنوها منذ سنوات معدودات عاصمة اقتصادية ..واليوم عاصمة ثقافية ..وهكذا دواليك ، ولم يعصمها كل ذلك من إغراقها في كوارث معيشية وأخرى بيئية وحوادث أمنية لاغتيال صورتها الحقيقية الأصيلة وعمقها الحضاري ورجالاتها الكبار وعطاءاتهم النوعية على مستوى مجتمعهم ودينهم ووطنهم وأمتهم .
ولفت إلى أن هذا الحفل يقام في ظل مجلس ادارة جديد لجمعية الإصلاح الإسلامية في لبنان والذي اختارته مشكورة الهيئة العامة للجمعية في شهر شعبان المعظم والمؤلف من نخبة كريمة من التربويين ورجال العلم والقضاء والإدارة والهندسة والمحاسبة لينضموا إلى زملائهم السابقين وليكملوا مسيرة المؤسسين وفي مقدمتهم سماحة العالم الرباني المؤسس الشيخ محمد رشيد الميقاتي رحمه الله الذي ندعو الله تعالى أن يجزيه عنا خير الجزاء وأن يكون فرحا الآن بوجودكم جميعا في هذا الحفل التربوي المهيب والمبارك برعاية الله وتوفيقه.
ونوّه بخصوصية هذا المجمع التربوي المتكامل الذي تعانق فيه الثانوية الجامعة ، فترتوي من كفاءات أساتذة وخريجي كلية التربية وكلية الشريعة وكلية إدارة الأعمال وكلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة طرابلس، واستحضر قوله صلى الله عليه وسلم « كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته » مؤكدا أننا « حرصنا بعون الله وبالتعاون مع ثلة كريمة في الهيئتين الإدارية والتعليمية على تنشئة أبنائكم على العلم والفضيلة مع تأمين التلقيح الفطري والفكري ضد تسونامي الفسوق والمخدرات والجندرة والشذوذ والفوضى الجنسية وتحصينهم في عصر الاجتياح الإلكتروني الذي أفرز لنا عصابات التيكتوك ومدارس التحرش في بعض مناطق لبنان ومسارح الهزء بالله تعالى والشعائر الدينية وجمعيات إشاعة الفجور وعصابات الدعارة في طريق شكا البترون ومنظمات تفكيك الأسرة المتكاثرة كالفطريّات خلف أقنعة تمكين المرأة تارة وحمايتها من العنف تارة أخرى !!وذلك برعاية خارجية وتواطؤ داخلي وبقوة تخدير الفرِشْ دولار الذي ثبت أن مفعوله يمتد لتخدير الضمائر وزيغ في الأبصار بحيث أضحت ترى الحلال حراما والحرام حلال بذرائع واهية لتحقيق الانقلاب القيمي الشامل » .
وتوجّه بالتحية إلى من آزر مسيرتنا في مقاومة الإفساد الأخلاقي في لبنان فقدّم أول اقتراح قانون في البرلمان لتجريم « الترويج » للشذوذ الجنسي المسمى بالمثلية وزير العدل السابق نائب طرابلس اللواء أشرف ريفي، داعيا كل النواب الشرفاء لمناصرة هذه القضية الشريفة وأخواتها .
كما توجه إلى أولياء أمور الطلاب بقوله « لقد تعلم أبناؤكم رعاهم الله في رحاب هذه المؤسسة التربوية العريقة العلوم والمعارف المعاصرة بمستويات عالية ومعتبرة والأهم من ذلك أنهم نهلوا من جواهر تعاليم الإسلام الحنيف في زمن الإقبال العالمي على الإسلام العظيم وبخاصة بعد حرب غزة التي أدهشت العالم بآياتها العجيبة من بطولات الأب الفلسطيني المؤمن والأم الفلسطينية المؤمنة والشباب المستبسل والأطفال الرواسخ والرضع والخدج والأجنة الأسرى والشهداء » .
وحث الطلاب على متابعة اختصاصات نوعية تخدم الأمة وتعزز من قدراتها في استعادة نهضتها واسترجاع حقوقها السليبة كالهندسة العسكرية وذلك في زمن فجور المكر الإسرائيلي المتمثل بالعدوان على المسجد الأقصى الذي اقتحم ساحاته أول أمس وزير الأمن القومي الصهيوني المجرم بنغفير ردا على قرار محكمة العدل الدولية وتأكيدا لحقهم المزعوم في إقامة هيكل سليمان على أنقاض الأقصى وبإخضاع النيل والفرات وما بينهما واستلاب موارد بلادنا وتجويعها وإفقارها ، مما يستلزم إعدادا معرفيا وإيمانيا مكينا للدفاع عن المقدسات وعن الأرض والمال والعرض ، « فاجتهدوا يا شباب في تطوير قدراتكم وتكييفها في زمن ما يسمى بالذكاء الاصطناعي الذي ستختفي فيه مئات المهن عسى أن تختفي يوما مهنة الإبادة الجماعية » .
كما دعا وزارة التربية والتعليم العالي إلى حماية المركز التربوي للبحوث والانماء من الأفكار التي تملى عليه بقوة التمويل الأجنبي لتغيير القيم وجندرة التعليم في المناهج الدراسية الجديدة ضمن معايير وأدبيات غريبة عن ديننا وقيمنا وحضارتنا وتاريخنا لتحقيق انقلاب قيمي ناعم يجعلنا نسخة من الغرب الذي خسر نفسه خسرانا مبينا .
ولفت الحكومة ووزارة التربية والتعليم العالي إلى إيلاء التعليم الديني في المدارس عناية فائقة ، وتمويله من قبل الدولة أسوة بما تنفقه على التعليم الرسمي بكل مواده المقررة ، فجيل لا يعرف ربه جيل مقضي عليه بالتحلل والانحلال ، على تخوم الكيان الاسرائيلي الذي يقاتلنا بالتلمود وغالبية أبنائنا وبناتنا في غربة عن الوحي الإلهي .
ونبّه إلى ضرورة عدم تخلي وزارة التربية والتعليم العالي عن دورها في رعاية تعليم النازحين السوريين لصالح اليونيسيف التي تستعمل مباني المدارس الرسمية وتمنع الأطفال من حقهم الطبيعي في تعلم دينهم الحنيف خلافا لحقوق الطفل ولأحكام الدستور اللبناني الذي ضمن حرية التعليم الديني على الأراضي اللبنانية بدلا من تركهم فريسة للمنظمات غير الحكومية ! أليس هذا الصد الممنهج عن سبيل الله « عنفا حقيقيا » ضد الأطفال بلغة من يتكئون دوما على قناع العنف ويتجرون به لهدم منظومة التشريع الإسلامي والقيم الأخلاقية الفطرية .
كما تمنى على وزارة التربية والتعليم العالي إعادة النظر بالعطل الطويلة وغير المسبوقة في تاريخ لبنان أثناء العام الدراسي ، فضلا عن إكراهها المدارس الخاصة على التزام ذلك تحت طائلة المسؤولية!! قائلا إذا كان لا إكراه في الدين فمن باب أولى لا إكراه في التعطيل .
وختم ميقاتي بوصية الخريجين والخريجات بتقوى الله تعالى وطاعة الوالدين والحفاظ على العقيدة والشريعة وأخلاق النبوة المحمدية السامية ، والحفاظ على الأسرة فهي مراكب النجاة الأخيرة وقلاعنا المتبقية وأماننا وأمننا المجتمعي المركزي ».
بعد ذلك جرى تسليم دروع التكريم للطالبتين سارة المحمد التي حلت في المرتبة الثانية في الشمال والثالثة في لبنان في الشهادة الثانوية فرع علوم الحياة، والطالبة سارة برغشون التي حلت رابعة في الشمال في الشهادة الثانوية فرع العلوم العامة 2023.
وأخيرًا جرى توزيع الشهادات على الخريجين والخريجات من مختلف المراحل والتقاط الصور التذكارية.