ثانوية الإصلاح الإسلامية تحتفل بتخريج دفعة جديدة من قسم الروضات
وتخريج دفعة جديدة من قسم الروضات
بعون الله وتوفيقه، أقامت ثانوية الإصلاح الإسلامية عصر يوم الجمعة بتاريخ ٣ ذي الحجة ١٤٤٦ هـ الموافق 30 أيار 2025، احتفالًا حاشدًا بمناسبة ختام عامها الدراسي السابع والأربعين، وتخريج دفعة جديدة من طلاب قسم الروضات، وذلك في مجمع الإصلاح الإسلامي ، بحضور المشرف العام على الثانوية الأستاذ الدكتور رأفت الميقاتي ، والمدير العام للثانوية الأستاذ محمد خالد الميقاتي ، إلى جانب عدد من أعضاء لجنة الأهل، وأعضاء اللجنة التربوية، وجمع غفير من أولياء الأمور وأفراد الهيئتين الإدارية والتعليمية.
استُهلّ الحفل بتلاوة عطرة من القرآن الكريم تلاها الأستاذ محمد طالب ، ثم أنشد الحضور النشيد الوطني اللبناني ونشيد الإصلاح. وبعد تقديم من عريفة الاحتفال الدكتور عماد غنوم ، دخل موكب الخريجين والخريجات من قسم الروضات إلى المسرح، حيث قدّموا فقرة روحانية أدّوا خلالها أسماء الله الحسنى .
وألقى الطلاب ريم صباغ، وجمال صيادي، وتالية الناغي، ورقيّة أبو خضر، وأحمد خالد، وعبد الله الضناوي كلمة الخريجين بثلاث لغات: العربية، والفرنسية، والإنجليزية، عبّروا فيها عن امتنانهم لأهلهم على اختيارهم ثانوية الإصلاح الإسلامية محضنًا تربويًا، وشكروا إدارة المدرسة ومعلميهم على ما بذلوه في سبيل تعليمهم وتربيتهم، مؤكدين سعادتهم بالتخرّج من قسم الروضات بعد سنوات من الجهد والمثابرة.
عقب ذلك، عُرض فيلم وثائقي سلّط الضوء على مسيرة التعليم في قسم الروضات، والأنشطة الصفّية واللاصفّية، والرحلات العلمية، والاحتفالات المدرسية التي شارك فيها الطلاب.
ثم ألقى المدير العام الأستاذ محمد خالد الميقاتي كلمة الإدارة، رحّب فيها بالحضور وهنّأهم بدخول العشر الأوائل من ذي الحجة، متناولًا في كلمته عددًا من الملفات التربوية والاجتماعية، ومؤكدًا أهمية غرس القيم والمبادئ في نفوس النشء منذ الصغر، ومما قاله:
» نحتفل اليوم بعرس الإصلاح الطفوليّ الملائكيّ، ولسان حال أطفالكم يقول:
« شكرًا لك يا الله، وشكرًا لآبائنا وأمهاتنا أن أودعتمونا قسم الروضات في ثانوية الإصلاح الإسلامية؛ نستنشق فيه عبق الإسلام، ونستقي من معين القرآن، ونتربى على سيرة النبيل العدنان. نتعلم الحروف والكلمات، والأرقام واللغات، والآداب والمكرمات، والأخلاق وأحسن العادات. »
أيها الآباء الكرام،
أيتها الأمهات الكريمات،
نستقبل أطفالكم في قسم الروضات صفحةً بيضاء نقيّة، ونبدأ رحلتنا معهم بملء هذه الصفحة بما يجب أن تُملأ به من معارف وحي السماء، من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهّرة، إلى الكفايات التربوية المناسبة لمرحلتهم العمرية، وِفق أحدث المناهج التعليمية؛ بعيدًا عن خربشات وخرفشات أدعياء التربية، والدُخلاء على التعليم، وبعيدًا عن سقطاتهم في تشويه فطرة الإنسان: فطرة الله التي فطر الناس عليها، كلّ ذلك تحت شعار « الانفتاح المعرفي » المتحرر من كل الضوابط القيمية والدينية!
هنيئًا لكل من بحث عن مدرسة لأبنائه فاحتار، ثم حسم أمره فاختار ثانوية الإصلاح الإسلامية، محضنًا آمنًا لتربية أبنائه تربيةً صالحة.
هنيئًا للأهالي الذين تمسّكوا بـ »الإصلاح الإسلامية » رغم الأقساط الجديدة التي صدرت في تموز 2024، متفهّمين حيثيّاتها لجهة إنصاف من عُهِد إليهم تعليم أبنائهم، رافعين شعار:
« نُضحي بكل شيء من أجل أبنائنا، ولا نُضحّي بأبنائنا. »
ثالثًا: قد يأتينا من يقول: إن المدرسة الفلانية أو العِلّانية تأخذ منا أقلّ مما تأخذون!
وأنا أقول: ليس المعيار في التربية والتعليم كم تأخذ المدرسة منك، بل ماذا تعطي أبناءك في المقابل من تربية، وجودة في التعليم، وخدمات تربوية وبُنيويّة. لذلك، لا يُعتدّ بالمقارنة إذا كان الاختلاف في الجوهر والأساس.
رابعًا: هناك حكمة تربوية تقول:
« الأطفال طيّبون أكثر مما نتصوّر، ويمكننا إخراج أفضل ما فيهم إن نحن أخرجنا أفضل ما فينا. »
وهذا يعني أن أبناءنا هم صورة عنّا، يقلّدوننا ويقلّدونكم، تمامًا كما يقول المثل الشائع:
« كما يكون الأب يكون الولد، وكما تكون الأم تكون البنت. »
فاحرصوا على أن تكونوا قدوات صالحة لأبنائكم في ليلكم ونهاركم وعلى مدار السنة.
لا تنطقوا إلا بأعذب الكلام، وأطيبه، وأحسنه.
كونوا منتبهين لمواقفكم وردّات فعلكم أمام أطفالكم، خاصة في المواقف التي قد تخرجون فيها عن طوركم تحت وطأة ضغوط الحياة.
فما يراه الأطفال بأعينهم، وما يسمعونه بآذانهم، يبقى في أذهانهم كالنقش في الحجر، وسينعكس على سلوكهم، وستحصدون ثماره أو ويلاته، إن خيرًا فخير، وإن شرًّا فشرّ.
خامسًا: العناية العناية، والرعاية الرعاية لأطفالكم.
حافظوا على اللُّحمة العائلية وعلى تماسك الأسرة في وجه عواصف التفكيك والتفتيت.
ففرقٌ كبير بين من ينشأ في بيتٍ مستقرّ، تعمّه أجواء الفرح والبهجة والتوازن النفسي والعاطفي،
وبين من ينشأ في بيتٍ تسوده الاضطرابات والخلافات الزوجية والمشكلات الأسرية، حيث يتسلل الشيطان ليفرّق بين المرء وزوجه، ويقف الطفل المسكين حائرًا يراقب ذلك بخوف وقلق، فيبدأ بقضم أظافره وينزوي في زوايا المنزل، وهو لا يملك حيلة ولا وسيلة، فتضطرب أعصابه ويعاني من مشكلات نفسية تنعكس لاحقًا في صعوبات تعلّمية وسلوكية.
أيها الآباء الكرام، أيتها الأمهات الكريمات،
أبناؤكم هم أغلى ما تملكون في هذه الدنيا.
تذكّروا أنكم تزوّجتم، فكانوا ثمرة حبكم، وقد جعلكم الله سببًا في مجيئهم إلى هذه الحياة. فحافظوا على هذه الثمار، وكونوا سببًا في سعادتهم لا سببًا في شقائهم.
سادسًا: الواحد والثلاثون من أيار/مايو هو اليوم العالمي لمكافحة التدخين، وهي مناسبة لتذكير الأهالي الكرام بوجوب الإقلاع عن التدخين، استجابة لأمر الله تعالى، تحت شعار:
« لبّيك اللهم لبّيك »
في البعد عن الخبائث، التي تؤدّي إلى أمراض سرطانية ومميتة.
وأقل الواجب – وأضعف الإيمان – ألا يُدخّن الأب أو الأم في مجلسٍ فيه أطفالهم، حتى لا يستنشقوا السموم المنبعثة الفتاكة، في ما يُعرف بالتدخين السلبي، حيث يتأذّى غير المدخن أكثر ممّا يتأذّى المدخن نفسه.
فإن كانت حرية الأب المدخن أن يدخّن، فمن حق أطفاله أن يستنشقوا هواءً عليلًا نقيًّا، ويحافظوا على صحتهم وسلامتهم.
وتذكّروا دائمًا:
« المكان الطبيعي للسيجارة ليس في فمك… بل تحت قدمك. »
اقضِ عليها اليوم… قبل أن تقضي عليك غدًا.
سابعًا وأخيرًا: حافظوا على القرآن الكريم في بيوتكم، واجعلوه زادًا يوميًّا على موائدكم.
وأفضل نصيحة جامعة مانعة في هذا الصدد:
« علّم ابنك القرآن… والقرآن سيعلّمه كل شيء. »
« وكل شيء في الحياة إن تركته يذبل، إلا القرآن… إن تركته تذبل أنت وتذبل عائلتك. »
وإليكم رباعية شعرية تعبّر عن هذا المعنى:
لا تتركِ ابنك للدنيا تطيحُ به
وأنتَ عنهُ طوالَ اليومِ مشغولُ
إنّ الأبوّةَ ليست جلبَ أطعمةٍ
والبيتُ عن حليةِ الإسلامِ معطولُ
واسألْ – باللهِ – هل صلّيتَ يا ولدي؟
فأنتَ عنه أمامَ اللهِ مسؤولُ
واجعلْهُ يقرأُ آياتٍ ويحفظُها
فحافظُ الذكرِ بالخيراتِ موصولُ
ثم اختتم كلمته بالتذكير بأهمية اغتنام أوقات الأطفال والنشء الجديد في طاعة الرحمن، مشيرًا إلى الأنشطة التربوية التي نظّمتها ثانوية الإصلاح الإسلامية، من دورات « الإصلاح للقرآن الكريم »، إلى مخيّم « الإصلاح السنوي »، تحت شعار: « مع صيف الإصلاح… كيف وارتاح »، إلى النشاط القرآني لمركز التعريف بالإسلام التابع لجمعية الإصلاح الإسلامية.
وقد تخلّل الحفل فقرات إنشادية ولوحات استعراضية متنوّعة قدّمها طلاب مختلف الصفوف من قسم الروضات، احتفاءً بتخرّج زملائهم من صف الروضة الثالثة.
وفي الختام، جرى توزيع شهادات التخرّج على الطلاب، الذين التُقطت لهم الصور التذكارية الجماعية مع الإدارة والكادر التربوي، وسط أجواء من الفرح والفخر بإنجازاتهم.
ث