احتفال تخرج طلاب صفوف الشهادات الرسمية

بسم الله الرحمن الرحيم

بعون الله وتوفيقه، أقامت ثانوية الإصلاح الإسلامية احتفالا بمناسبةالعام الدراسي الثالث والأربعين وتخريج دفعة جديدة من طلاب الشهادتين المتوسطة والثانوية، بدعوة من رئيس جمعية الإصلاح الإسلامية الأستاذ الدكتور رأفت الميقاتي وحضور دولة الرئيس محمد نجيب الميقاتي ممثلا بالدكتور مقبل ملك، النائب سمير الجسر ممثلا بالعميد كمال حلواني، والنائب محمد عبد اللطيف كبارة ممثلا بالأستاذ سامي رضا، النائب فيصل كرامي ممثلا بالأستاذ ماهر شعراني، اللواء أشرف الريفي ممثلا بالدكتور محمد زيادة، منسق تيار المستقبل في طرابلس الأستاذ بسام زيادة ممثلا بالدكتور عبد الرزاق اسماعيل، ومدير عام ثانوية الإصلاح الإسلامية الأستاذ محمد خالد الميقاتي وأعضاء مجلس إدارة جمعية الإصلاح الإسلامية وأعضاء اللجنة التربوية في الثانوية وأعضاء الهيئتين الإدارية والتعليمية وحشد من الأهالي والطلاب الخريجين، ومدراء مدارس وثانويات رسمية وخاصة.
استهل الاحتفال بتلاوة عطرة من القرآن الكريم للأستاذ علاء مرعي وموسيقى النشيد الوطني ونشيد الإصلاح وبعد تقديم من عريف الاحتفال الدكتور عماد غنوم دخلت مواكب الخريجين والخريجات، ثم قدم فريق الإصلاح الإنشادي وقفة إنشادية وفاء لسماحة الرئيس المؤسس العالم الرباني الشيخ محمد رشيد الميقاتي رحمه الله تعالى بعنوان “شمس الشيوخ رشيدنا المدرار”، بعد ذلك ألقى المدير العام الأستاذ محمد خالد ميقاتي كلمة إدارة الثانوية حيث بدأها بالترحم على سماحة الشيخ المؤسس محمد رشيد الميقاتي الذي أسس هذا الصرح ليكون قلعة إسلامية ومنارة تربوية لتربية وإعداد أجيال تعرف الله، ثم تناول الأوضاع العامة في البلاد، كما قارب موضوع التعليم عن بعد في الثانوية شاكرًا للمعلمين والمعلمات جهودهم المتميزة في هذا المجال والتي كانت محط إعجاب وتقدير الأهالي والمنصفين، كما شكر الأهالي على ثقتهم في الثانوية وختم كلمته بتوجيه باقة من النصائح للخريجين ومما قاله:
أيها الحفل الكريم…
هذا الاحتفال هو أول احتفال تخريج نقيمه في ثانوية الإصلاح الإسلامية بعد أن غيب الموت بقضاء الله وقدره سماحة شيخنا الوالد العالم الرباني المجاهد والمجدد محمد رشيد الميقاتي رحمه الله وأعلى مقامه
كيف لا وهو الرئيس المؤسس لهذا الصرح التربوي الإسلامي الشامخ وبانيه قلباً وقالباً حجراً وبشراً، وهو الذي رفع في حياته لواء الإصلاح شعاراً وشعيرة، وبذل حياته وشبابه ومشيبه في سبيل الله لتربية وتعليم أجيال تعرف الله تتسلح بالعلم والإيمان والمعرفة والدين والأخلاق والقيم الوسطية والفكر الواعي والمستنير لتكون في الحياة كما أرادها الله أن تكون، صالحة ومصلحة وشامة بين الأمم، فاعلة تبني الأرض صلاحاً واصلاحاً تحركها العزائم والهمم، مقدامة لا تعرف إلا التفوق والتميز والريادة والقمم.
من هنا، فإننا نجدد العهد مع الله تعالى أن تبقى الإصلاح بعد مماته تماماً كما كانت في حياته بإذن الله ثابتة على خطها ونهجها ومبادئها بعد ثلاثة وأربعين عاماً على تأسيسها، غير مغيرة ولا مبدلة للثوابت الإيمانية والرسالية والدعوية التي قامت عليها وتميزت بها وجعلت منها منارة من منارات الإسلام ومن منارات طرابلس وعلامة فارقة في منظومة التعليم الخاص في لبنان نابذة كل مستورد دخيل ضار وفاقع.
لقد خطت الإصلاح بفضل الله تعالى وتوفيقه خطوة رائدة متميزة مشهودًا لها في مسار التعليم عن بعد الذي فُرض علينا وعلى العالم بأسره إبّان جائحة كورونا كأمر واقع، لكننا سرعان ما تكيفنا مع هذا الواقع، فمن حيث التخطيط خططنا ومن حيث الإعداد أعددنا… ومن حيث التدريب دربنا… ومن حيث النتاجات التربوية الالكترونية أنتجنا.. ومن حيث الاستمرارية والمثابرة ثابرنا من أول العام الدراسي حتى آخره.
نعم، لقد بذل كوادرنا التعليمية جهوداً نوعية غير مسبوقة واستنفروا طاقاتهم ومهاراتهم الالكترونية باحترافية بالغة مقدمين أفضل ما يمكنهم أن يقدموه، ناحتين في الصخر شرحاً للدروس عن بعد.. واختباراً عن بعد… ومتابعة حثيثة مع طلابهم على مدار الساعة، متجاوزين العقبات الكؤود من انقطاع التيار الكهربائي إلى ضعف النت إلى حرق الأعصاب، في بلد يفتقر إلى أبسط مقومات البنى التحتية، وللحد الأدنى من المقومات المعلوماتية لا لأنه بلد فقير بل لأنه بلد منهوب… بلد مسروق…. بلد مسحوق… بلد منكوب.
فدائيون أنتم يا طلاب الإصلاح ويا طلاب لبنان.. سيجل لكم التاريخ أنكم أول دفعة للشهادتين المتوسطة والثانوية تتعلمون فيها مناهجكم ومقرراتكم الدراسية الكترونياً عن بُعد من أول العام إلى آخره في أسوأ الظروف بصبر ومشقة ومثابرة وثبات، متغلبين على المحن العسيرة التي تعيشها البلاد سياسياً واقتصادياً ومالياً وصحياً واجتماعياً وأمنياً، ومهما كانت مشقتكم كبيرة، فأيقنوا أن ثوابكم عند الله أكبر.
أبناءنا الخريجين، بناتنا الخريجات…
نصيحتان أوصيكم بهما في يوم تخرجكم فاستمعوا إليّ وأنصتوا فستذكرون ما أقوله لكم وأفوض أمري إلى الله.
أولاً: اجعلوا الله أولاً في حياتكم حتى مماتكم… فمن جعل الله أولاً كان عند الله أولاً.. فمن كان عند الله فاز فوزاً عظيماً.. ومن كان عند الله آخراً خسر خسرانا مبينا..
• كونوا مع الله.. يكن الله معكم فإن كان الله معكم فمن عليكم.. وإن كان عليكم فمن معكم… وماذا وجد من فقد الله، وماذا فقد من وجد الله؟؟!! كن لله كما يريد.. يكن الله لك فوق ما تريد..
• كونوا قادة الغد.. قادة الإصلاح والتغيير الحقيقي لا الموهوم ولا المزعوم، الإصلاح بات شرطًا من شروط المجتمع الدولي لدعم لبنان الغارق في الفساد والله يقول: “وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِى الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ ألا إنّهم هُمُ المفسدون ولكن لا يشعرون”
لا تهجروا أوطانكم يأساً وإحباطاً واستلاماً وتتركوها ساحة مشرعة للفاسدين الموتورين يسرحون ويمرحون.. فالفاسد هو الذي ينبغي أن يكون خارج الوطن لا داخله.. وسارق الوطن هو الذي ينبغي أن يكون داخل السجن لا خارجه.. فلا تستسلموا لمكر الأشرار وكيد الفجار فلا يحيق المكر السيئ إلا بأهله..
ثم ألقى الطالبان علي الأيوبي وسمية حمزة كلمة الخريجين والخريجات حيث استهلا كلمتهما بشكر إدارة الثانوية متمثلة بشخص المدير العام الأستاذ محمد خالد الميقاتي على الجهود التي بذلت في سبيل تذليل العقبات والصعوبات التي واجهت مسرتهم التعليمية في ظل هذه الظروف الاستثنائية، كما توجها بالشكر إلى جميع المعلمين والمعلمات على جهودهم المباركة في التعليم، وتوجها أيضاً إلى أهلهم الذين قدموا لكل خريج الدعم اللازم والتشجيع المطلوب ليستطيع عبور هذه المرحلة الصعبة، كما دعوا زملاءهما الخريجين للثبات على القيم والمبادئ التي تربوا عليها في ثانوية الإصلاح الإسلامية وإلى الصبر والثبات والجد والاجتهاد لتحقيق الأمنيات، وختما كلماتهما بالترحم على سماحة الشيخ المؤسس محمد رشيد الميقاتي الذي بنى هذا الصرح المبارك الذي درسوا فيه وتربوا بين ربوعه.
ثم ألقى رئيس جمعية الإصلاح الإسلامية والمشرف العام على الثانوية الأستاذ الدكتور رأفت محمد رشيد الميقاتي كلمته، متوجهًا بالتهنئة للأهالي والطلاب بهذا العرس بتخرج أبنائهم مثنيًا على جهود إدارة الثانوية في إنجاز العام الدراسي في ظل ما يعصف بلبنان،
من جهة أخرى وجه مجموعة من الرسائل الفكرية والتربوية والإيمانية، جاء فيها: أتوجه بالشكر للابآء المكافحين في اللقمة الحلال وللأمهات المكافحات في التربية التي لا تنقطع ليل نهار وأقول لكم جميعا تقبل الله سعيكم جهادكم رباطكم ثباتكم فان الله لا يضيع أجر المحسنين.”
وأضاف:” سنبقى بعون الله نغرس في مجتمعاتنا لقاحات اليقين بالله رب العالمين ضد كورونا الاستباحة الثقافية والفكرية والمعيشية.
سنوات مرت ونحن نسمع معزوفة العبور إلى الدولة، ولا نرى إلا العبور المعاكس سنوات مضت ونحن موعودون بانصاف طرابلس والشمال حتى أتممنا قرنًا كاملا من المعاناة في جمهورية العجائب الجمهورية التي أكل فيها الأشقياء حقوق الأتقياء وصفق فيها الأغبياء للأدعياء وسطى على بلدي الأقوياء والأوصياء
ثم توجه إلى الخريجين قائلاً: “شباب الإصلاح أنتم تخرجون إلى مجتمع يتبارى كثيرون منه الآن بالتبرؤ من الدين وبالتبجح بالإلحاد، الاجتراء على الله صار نوعًا من التقدم الجديد والإلحاد خرافة وأسطورة وبضاعة فاسدة ثبت ذهاب صلاحيتها على مدى سبعين عامًا في الاتحاد الذي كان يسمى بالسوفياتي، إياكم أن تنقضوا إيمانكم في ساحات هذه البلاءات الفكرية ولو جاء كل الإعلام إليكم مرحبًا أو مصفقًا، ولو ملئت صفحات الإعلام الإلكتروني لكم بالليكات وبالشيرات وبالتصفيق لكم على هذه الارتكابات إياكم ثم إياكم.
إياكم أن تبيعوا ما درستموه عندما تتزوجون، التحدي اليوم على مستوى العالم هي معركة تأسيس الأسرة التي تخاف الله كل الحرب اليوم دائرة لأجل تيسير الفوضى الجنسية.
وختم قائلاً:” شكرًا لكل معلم شكرًا لكل معلمة شكرًا لأخي وحبيبي مدير الثانوية محمد خالد الميقاتي شكرًا لمن سهر ولمن تعب شكرًا للمديرة التربوية، هي الجندي الصامد البعيد والحاضر في آن معًا، الأستاذة علية ميقاتي، شكرًا لكل المنسقات لكل أعضاء اللجنة التربوية لكل إخواني أعضاء مجلس إدارة جمعية الإصلاح الإسلامية”.
هذا وقد تخلل الاحتفال فقرات إنشادية وعروض مصورة لمسار التعليم عن بعد في الثانوية.
وفي الختام جرى توزيع الشهادات على الخريجين والخريجات.