لقاء الوفاء في الذكرى الخامسة لرحيل سماحة الشيخ الرئيس المؤسِّس
▪️بعون الله وتوفيقه،
نظَّمت ثانوية الإصلاح الإسلامية لقاء حاشدًا لمناسبة الذكرى الخامسة لرحيل العارف بالله سماحة الشيخ المؤسس العالم الرباني المجاهد والمُجدِّد محمد رشيد الميقاتي رحمه الله وأعلى مقامه، والتي تتزامن كل عام مع النصف من شعبان المعظم، أقيم اللقاء على مسرح الثانوية بحضور المشرف العام على الثانوية الأستاذ الدكتور رأفت الميقاتي، ومدير عام الثانوية الأستاذ محمد خالد الميقاتي، وحشد من المعلمين والمعلمات والإداريين وطلاب الصف التاسع والمرحلة الثانوية، وذلك صباح يوم الخميس 13 شباط 2025.
استهل اللقاء بتلاوة عطرة من القرآن الكريم للأستاذ علاء مرعي، وبعد تقديم من عريف اللقاء الأستاذ محمود صافي
🔴 تحدث مدير عام الثانوية الأستاذ محمد خالد الميقاتي، فرحب بالحاضرين وبارك للطلاب الانتهاء من امتحانات منتصف العام الدراسي السابع والأربعين، متمنيًا النجاح للجميع.
ثم تناول المدير العام المناسبات التي يجمعها اللقاء اليوم، وهي مناسبة النصف من شعبان ومناسبة تحويل قبلة المسلمين من بيت المقدس إلى المسجد الحرام، بالإضافة إلى تزامنهما مع الذكرى العشرين لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه رحمهم الله، والذكرى الخامسة لرحيل مؤسس صرح الإصلاح سماحة الشيخ محمد رشيد الميقاتي.
ومما قاله المدير العام الأستاذ محمد خالد الميقاتي:” “نحن لا نقدس الأشخاص لكننا نعرف قيمتهم ونسعى أن ننزلهم منازلهم”، مشددًا على أهمية تعريف الطلاب بالرجال العظماء الذين مروا في هذه الدنيا، وأثرهم في نهضة الأمة واستقامة مسيرتها.
وفي سياق الحديث عن النصف من شعبان، أشار إلى أهمية هذه الليلة، داعيًا الطلاب للاحتفاء بها من خلال الطاعات، قائلاً: “تعالوا معي طلابي لنحتفل بهذه المناسبة”، مشيرًا إلى أهمية صيام الأيام البيض ولا سيما ليلة النصف من شعبان، ومؤكدًا: “إن الله يطلع على قلوب العباد في ليلة النصف من شعبان فلا ينظر إلى قلب مشرك أو مشاحن”، داعيًا الطلاب إلى التسامح وتطهير قلوبهم من الغل والبغضاء حتى ينظر الرحمن إليهم بعين الرحمة والمغفرة.
كما تناول المدير العام حدث تحويل القبلة وما رافقه من مواقف وتعليقات من السفهاء، مؤكدًا أن ذلك كان اختبارًا كبيرًا يدعو المسلمين إلى الانصياع لله تعالى، مذكرًا بكلام النبي صلى الله عليه وسلم بأن الأمة الإسلامية ليست أمة تتبع الآخرين، بل أمة ذات قيادة وريادة، مؤكدًا على مركزية بيت المقدس في فكر المسلمين، كما رد على طروحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بترحيل أهل غزة والقدس وفلسطين، قائلًا:” كل شعب يفخر بأرضه إلا فلسطين فهي أرض تفتخر بشعبها المجاهد المضحي المناضل”، وأضاف “بأمثال هؤلاء تحرر فلسطين ويحرر الأقصى”، مشددًا على أن إرادة الفلسطينيين وثباتهم في وجه الاحتلال هو ما سيعيد الحقوق المسلوبة ويحقق النصر.
وفي إطار كلامه على تضحيات المسلمين في لبنان وتقديمهم الشهداء ثمنًا لمواقفهم الوطنية والدينية، فقد عرج على الذكرى السنوية العشرين لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، مستذكرًا مناقب الراحل لا سيما دعمه للطلاب، إذ قدم أكثر من 36 ألف منحة تعليمية لطلاب من مختلف الطوائف، مؤكدًا أن المجرمين الذين اغتالوه اليوم قد لاقوا جزاءهم، فهاهم يطاردون ويعتقلون ليدفعوا ثمن جرائمهم، وذلك بعد سقوط نظام الإجرام في سوريا، وهروب الطاغية بشار الأسد، وتركه لزبانيته ومجرميه يلاقون مصيرهم.
كما استذكر العلاقة الشخصية التي جمعت سماحة الشيخ المؤسس بالرئيس الحريري، مشيرًا إلى ما قام به الشهيد من تحويل مسار الأوتوستراد العربي عن مجمع الإصلاح الإسلامي، بناءً على متابعة مستمرة من سماحة الشيخ المؤسس محمد رشيد الميقاتي، مؤكدًا أن صروح الإسلام وقلاعه وحصونه التربوية محمية من رب العالمين، وأن المسلم الحق يثور ويغضب لله تعالى، عندما تنتهك هذه الحصون، لأنها تحرس القيم وتربي الأجيال لتكون أجيالًا صالحة مصلحة تعرف الله تعالى.
وختم المدير العام حديثه بالتأكيد على أن سماحة الشيخ محمد رشيد الميقاتي لم يكن مجرد والد وأب لأسرة الميقاتي، بل هو الأب الروحي للإصلاح وحامل نور الإسلام إلى العالم، وهو الرجل العظيم ذو الهمة الجبارة الذي أسس المدارس الإسلامية ومراكز الدعوة والعمل الديني، كمدارس الإيمان وثانوية الإصلاح الإسلامية، وجامعة طرابلس ومركز التعريف بالإسلام، ومسجد الفارووق والمركز الثقافي التابع له، تاركًا خلفه أثرًا خالدًا في مسيرة التربية والتعليم والدعوة إلى الله.
وفي ختام اللقاء، ألقى المشرف العام على الثانوية الأستاذ الدكتور رأفت الميقاتي كلمة وجدانية استعرض فيها القيم التي غرسها الشيخ المؤسس في الأجيال المتعاقبة، مؤكدًا أن إرثه العلمي والفكري ما زال حاضرًا بيننا، وأن وفاءنا له يتمثل في مواصلة مسيرته بالإخلاص والتفاني نفسه.
كما حذر الدكتور الميقاتي من المخططات الهدامة التي تحاك ضد الشباب المسلمين لإبعادهم عن دينهم وقيمهم، مشددًا على أهمية التمسك بالعقيدة والثبات على المبادئ، وتحدث عن مفهوم “التجارة مع الله”، مستشهدًا بالآية الكريمة ﴿وأن ليس للإنسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف يرى ثم يجزاه الجزاء الأوفى﴾، داعيًا الطلاب إلى التحضير والاستعداد للقاء الله والسعي في الأعمال الصالحة.
وفي ختام كلمته، أوصى طلاب الإصلاح بالاستعداد لشهر رمضان المبارك، مشددًا على أن رمضان ليس شهرًا للسهر والمسلسلات والمطاعم والتشييش، بل هو شهر الصيام الحقيقي، القائم على الصيام والقيام، وجهاد النفس، والصلاة، والعبادة الخالصة لله تعالى.
هذا وقد تخلل اللقاء فيديوهات مصورة من وحي المناسبة، وأفلام وثائقة عن حياة الراحل الكبير الشيخ المؤسس محمد رشيد الميقاتي، وقصائد فكرية ودعوية للأستاذ الدكتور رأفت الميقاتي.