(العربية) ثانوية الإصلاح الإسلامية تحتفل بختام العام الدراسي الرابع والأربعين وتخريج دفعة جديدة من طلاب قسم الروضات والمرحلتين المتوسطة والثانوية

Sorry, this entry is only available in Arabic.

بسم الله الرحمن الرحيم

🔻🔻 بعون الله وتوفيقه، أقامت ثانوية الإصلاح الإسلامية احتفالًا بختام العام الدراسي الرابع والأربعين وتخريج دفعة جديدة من طلاب قسم الروضات والمرحلتين المتوسطة والثانوية من صفوف العلوم العامة وعلوم الحياة والاجتماع والاقتصاد في الفرعين الفرنسي والإنكليزي، وذلك عصر يوم الخميس في العاشر من ذي القعدة 1443، الموافق له 9 حزيران 2022، بحضور رئيس جمعية الإصلاح الإسلامية والمشرف العام على الثانوية الأستاذ الدكتور رأفت الميقاتي، وسماحة قائم مقام الإفتاء في طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام ممثلاً بفضلية القاضي الدكتور الشيخ نزيه الخالد والنائب الدكتور إيهاب مطر، ورئيس بلدية طرابلس الدكتور رياض يمق، ومدير عام الثانوية الأستاذ محمد خالد الميقاتي، وأعضاء اللجنة التربوية المشرفة على الثانوية وفعاليات تربوية وأكاديمية وأمنية واجتماعية، وحشد من الأهالي والطلاب الخريجين.

استهل الاحتفال بتلاوة عطرة من القرآن الكريم للأستاذ علاء مرعي، تلاها دخول مواكب الخريجين والخريجات من مختلف المراحل الدراسية، تلا ذلك موسيقى النشيد الوطني ونشيد الإصلاح ” الله غاية الولاء”.
ثم ألقى خريجو قسم الروضات كلمتهم باللغات الثلاث، وقدموا فقرة استعراضية في حب النبي محمد صلى الله عليه وسلم بعنوان “حب طه نبينا”، ثم قدم كوكبة من أساتذة الثانوية فقرة إنشادية بعنوان “ازدهي إصلاحنا”، وقدم خريج الثانوية علي الأيوبي (طالب في كلية الطب في جامعة البلمند) أنشودة موطني.
ثم ألقى المدير العام للثانوية الأستاذ محمد خالد الميقاتي كلمة الإدارة، حيث استهل كلامه بالترحم على سماحة الشيخ المؤسس العالم الرباني المجاهد والمجدد محمد رشيد الميقاتي باني الإصلاح قلبًا وقالبًا على أسس من التقوى والإيمان، مجددًا العهد مع الله على الثبات على خطه الإصلاحي والرسالي الهادف والبناء، والمحافظة عليه دون تغيير أو تبديل، كما تناول الأوضاع الصعبة التي يعيشها الوطن في ظل الأزمات المتتالية بفعل الانهيار الاقتصادي والتأزم السياسي، ومما قاله:
” لقد خضنا غمار عام دراسي مقلق، متعب، مجهد مستنزِف للطاقات البشرية والمؤسساتية بكل ما للكلمة من معنى.
عام دراسي محفوف بالمخاطر والاضطرابات، عانينا فيه من مرارة الأزمات والنكبات، تلوّينا فيه من المآسي الاجتماعية والانهيارات المالية والاقتصادية وما زلنا… لكننا مؤمنون أن كل مُرٍ سيمر، وأن دوام الحال من المحال، وأنه لا يدوم على ما هو إلا هو، وبقوله تعالى:{سَيَجْعَلُ ٱللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا} .
ظن كثير من المواكبين لمسيرتنا أننا لن نستطيع ربما أن نستكمل هذا العام لعظم تحدياته وكثرة معوقاته وظنوا أننا ربما لن نصل إلى اليوم الذي نختتم فيه عامنا الدراسي بنجاح، لكننا بفضل الله تعالى وصلنا.
أليس عجيبة من العجائب أن نعلِّم أو يتعلم أبناؤكم في زمن السقوط والانهيار والخزي والعار، وشغل الناس الشاغل تأمين لقمة العيش في زمن غلاء الأسعار والتطاير الجنوني في سعر صرف الدولار؟!
كل ذلك لأن البلد محكوم من قبل العصاباب والمافيات الفاسدة والمجرمة التي أحكمت قبضتها على مفاصل الدولة، والتي سمسرت واستأثرت ونهبت وأكلت الأخضر واليابس وجعلت لبنان بلدًا مسروقاً منهوباً مفلسًا غارقًا في الظلم والظلام، لا تتوفر فيه مقومات الحد الأدنى من العيش الكريم، بل حولته من جنة إلى جحيم، وجعلت أبناءه المعذبين المحبطين يلوذون بالفرار من ويلاته وعذاباته برًا وبحرًا وجوًا بعد أن سُدت السبل في وجوههم.
ومما قاله:” لقد خسرت ثانوية الإصلاح الإسلامية طفلين شهيدين بريئين هما ريماس ويوسف ربيع الجمل حيث قضيا غرقًا في قارب الموت الذي خُرق ليل الثالث والعشرين من رمضان واستقر على عمق ٤٧٠ مترًا مع جملة من أطفال ونساء طرابلس ليصبحوا طعاماً للأسماك والحيتان أمام عجز الدولة عن انتشال جثامينهم وتسليمها لعوائلهم !! مؤكدًا أن دولة الظلم لن تطول، فهي قصيرة العمر آيلة للسقوط والناس عطشى لدولة الحق والعدل، للدولة القوية القادرة لنا لا علينا، حتى تستقيم أحوالنا بعيداً عن حكم الثعالب الماكرة والذئاب الكاسرة.
ثم تحدث عن إصرار إدارة الثانوية على المضي في أداء رسالتها التربوية وتحقيق أهدافها رغم الإفقار والتجويع والتركيع والإخضاع، لإيماننا أنه ليس بالخبز وحده يحيا الانسان، وإنما بالعلم والمعرفة والإيمان، مستذكراً مآثر الشرفاء والنبلاء في الطواقم الإدارية والتعليمية الذين تحلوا بالصبر والمصابرة والمرابطة وبروح التضحية والإيثار ورابطوا على ثغور التعليم وتحملوا مشاقه، وكانوا الفدائيين من أجل العبور الآمن للطلاب والطالبات إلى ضفاف التقدم والنجاح في الزمن الصعب.
ثم تحدث عن أن آخر المعاقل والحصون المتبقية لنا في زمن الانهيار الكبير، وهي المؤسسات التربوية التي تُصنع فيها الأجيال المؤمنة والمتعلمة ليكونوا بناةً لأوطانهم حراسًا لأمتهم..
ولعل الانهيار التربوي أشد خطرًا من الانهيار المالي والاقتصادي .. فهذه الحصون التربوية باتت مهددة في وجودها وقدرتها على الاستمرار بسبب سياسة الإنكار والتخلي عن دعمها والتقصير في مساندتها من الجهات المعنية والرسمية والخيرية في لبنان والعالم، بسبب إغراقها في بالوع المصاريف التشغيلية المدولرة التي تفوق الوصف ما يقحمها في دوامة الاستنزاف وينحرها من الوريد إلى الوريد، ناهيكم عن هجرة غير مسبوقة للمعلمين وأصحاب الكفاءات بعد أن باتت رواتبهم خجولة هزيلة ربما لا تكفيهم لتأمين كفافهم وانتقالهم إلى مراكز أعمالهم بسبب غلاء المحروقات وما سوى ذلك.
من هنا، فإننا نطلق الصرخة مدوية للبقية الباقية من المنصفين من أصحاب الضمائر والمسؤولين أن يتفهموا أحوالنا وبلغة الأرقام وأن يبحثوا معنا لاجتراح الحلول الإنقاذية التي تكفل للمؤسسات التربوية استمراريتها في خضم الزلازل والعواصف المالية الهوجاء وحالة التضخم المستفحلة وبحيث نحفظ للمعلم كرامته وماء وجهه من أن يراق في بازار المزايدات والمهاترات وشد الحبال، مع إيماننا ويقيننا بأن للإصلاح ربًا يحميها وأن الله معنا ما دمنا معه. ولن ننتظر طويلًا، وإنما سنعكف على اتخاذ قرارات تتناسب مع طبيعة المرحلة ومتغيراتها لأننا مضطرون للتكيف مع هذه المستجدات الطارئة بما يحقق سلامة المسيرة بإذن الله تعالى”.
هذا وقد ختم كلمته بتوجيه باقة من النصائح والإرشادات للخريجين والخريجات من طلاب الثانوية.

بعد ذلك تم عرض فيلمين وثائقيين عن مسار التعليم في الثانوية في العام الدراسي المنصرم، الأول لخريجي صفوف الشهادات الرسمية، والثاني خُصص لطلاب قسم الروضات،
ثم ألقى الطلاب الخريجون من الصف الثالث الثانوية من مختلف الفروع: يوسف الخوري، وسنا عساف وجودي عمر، وآية الأحمد وفرح الميقاتي ونور نشابة كلمة الطلاب باللغات الثلاث العربية والفرنسية والإنكليزية، ومما قالوه:
” سنوات صعبة وأوقات عصيبة تخطيناها بفضل الله تعالى أولاً، وبفضل جهود أهلنا ثانيًا الذين حرصوا على تأمين كل ما نحتاجه في خضم هذه الأوقات وعدم إشعارنا بأي نقص أو حاجة، وبفضل جهود ثانويتنا الحبيبة ثالثًا إدارة ومعلمین وإداريين الذين لم يتوانوا عن بذل الغالي والنفيس في سبيل إيصال كلمة الله إلينا لم يردعهم عائق، فتحدوا الانهيار الاقتصادي وواجهوا جائحة كورونا وتحولوا بسرعة إلى التعليم عن بعد وأعدوا لنا أفضل المناهج وأجودها. بوركتم أيها المجاهدون على ثغور التربية والتعليم، يا من خصكم الله تعالى بحمل رسالة الأنبياء لتكونوا ورثتهم ساعين إلى نهضة الأمة ورفعتها، لكم مني ومن زملائي كل شكر وتقدير”.

وفي الختام جرى توزيع الشهادات على الخريجين والخريجات من مختلف المراحل الدراسية، والتقاط الصور التذكارية.